
منذ زمن بعيد في صحراء الاردن الشرقية الشمالية بمنطقة الصفاوي
والبقيعوية منطقة تتوسط الحدود السورية والسعودية والعراقية، وتقع البقيعاوية في الشمال الشرقي من الأردن، وكانت القوافل تتخذ منها محطة على الطريق، بسبب وجودِ شجرة ضخمة فيها، قبل أن تكمل رحلتها إلى بصرى الشام.
ورغم السنين الا انها لا تزال تتمتع بخضرتها ورونقها وجمالها
ويزيد إرتفاع الشجرة على 11 مترا ضاربة في العمق والتاريخ، لا أثر للحياة حولها، تعيش وحيدة شامخة وسط صحراء مترامية الأطراف مخضرة حيث لا خضرة سواها
ويطلق عليها فيضة البقيعاوية والفيضة هي كثيرة الفيض اي ماء يفيض والبقيعاوية شجرة مال عليه”
وعند ابن هشام :ولما استظل تحت الشجرة تهصرت أغصان الشجرة عليه”
*وردت قصة جلوس النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة في بلاد الشام في روايات متعددة, فيما اختلفت الآراء حول موقع هذه الشجرة.
وقد شاءت العناية الإلهية أن تبقى هذه الشجرة بكل بهائها وجمالها خالدة عبر الزمان في عمق الصحراء الأردنية في أرض جرداء لا تملك مقومات الحياة كمعلم ديني وتاريخي وشاهد على ما حدث، لقد دلت الحفريات الأثرية على مرور الطريق الصحراوي القديم للقوافل التجارية الذي يربط الحجاز بالشام عند هذا .
وصف الشجرة
تنتمي هذه الشجرة إلى فصيلة البطم الأطلسي المذكّر غير المثمر، ويبلغ قطر جذعها 90سم، ومحيطة 283سم، وترتفع أغصانها لتصل 11م، وتغطي مسافة 50م. أوراقها متساقطة مركبة ريشية تضم 3-4 أزواج من الوريقات ووريقة نهائية، والوريقات كاملة الحواف طول الواحدة منها 2-5سم وعرضها 1 سم، أزهارها عنقودية كثيرة التفرع أحادي الجنس و ثنائي المسكن، وثمارها حسلية مفردة النواة حجمها بقدر حبة البازلاء، لونها أصفر محمرّ قبل النضج ثم مزرقة سوداء بعد النضج.
معظم هذه الأشجار بالعادة تنمو في مناطق جبلية كمنطقة زي في الأردن وجبل العرب وتدمر في سوريا، أو في مناطق هضاب. لها من الفوائد حيث يستعملها سكان بلاد الشام في التوابل وخلطات الزعتر، فهي جيدة لأمراض الجهاز الهضمي، وأما الأصماغ التي تفرزها فهي تشبه شجرة المستكة، وهذه الأصماغ قاتلة للجراثيم ومطهّرة للفم ولها رائحة.
تاريخ الشجرة
يرجع تاريخ هذه الشجرة لأكثر من 1450 سنة بحسب مختصين، وتتوسط الشجرة بلدة البقيعاوية الواقعة في الشمال الشرقي من الأردن بين الأزرق والصفاوي، مبتعدة عن العاصمة عمان 150كم وعن مدينة المفرق 90كم. ومنطقة البقيعاوية وبحسب ما ذكره الدكتور عبد القادر الحصان في كتابه "محافظة المفرق ومحيطها عبر رحلة العصور" فإنّها قد شهدت استيطانًا بشريًا منذ العصور الحجرية الحديثة وحتى البرونزية والحديدية، مرورًا بالفترات النبطية والرومانية والبيزنطية، وانتهاءً بالعربية والإسلامية، وذلك لوقوعها على طريق القوافل المتجهه إلى بصرى الشام ولكونها تتوسط الحدود السورية السعودية العراقية، مما يدلل على حيوية المنطقة منذ عصور قديمة. وبحسب باحثين، فإنّ هنالك دلائل تشير إلى أن رحلة النبي محمد قبل بعثته كانت إلى أطراف الشام، وكانت محطاتها كثيرة، أهمها اثنتان، أولاهما منطقةُ أم الرصاص إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الأردنية عمان، والثانية شجرة البقيعاوية والتي كانت القوافل تتخذ منها محطةً على الطريق.
وعلى العكس من ذلك فقد أكّد إبراهيم موسى الزقرطي (مدير دائرة الدراسات والأبحاث والمستشار الفني في المركز الجغرافي الملكي الأردني سابقًا) بعدم وجود أي طريق تجاري أو طريق حج يمر بقاع البقيعاوية، وأن عمرها لا يتجازو 520 عام، وذلك بناءً على اختبارات أجرتها وزارة الزراعة في الأردن.
أتمنى أن ينال على استحسانكم..
والى الامام في اختيار الشي الطيب
ننتظر جديدك عيوزتنا