
شاعرنا اليوم هو: الفارس والقائد والمحب لشعبه والذي لا يرضى الا بالرقم (1) صاحب السمو الشيخ : محمد بن راشد ال مكتوم ( حفظه الله)
بدأ الشيخ محمد في نظم الشعر النبطي وهو لا يزال بعد في المدرسة. ويقول إن أكثر من تأثر بهم في تطور هذه الموهبة الشعرية لديه هما أبوه – المغفور له بإذن الله – الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والمغفور له بإذن الله – سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ففي شبابه، حينما كان يسافر مع أبيه الشيخ راشد، كان الشيخ محمد كثيرًا ما يصطحب معه بعض المختارات الشعرية (ويشير إلى أن المتنبي وأبا تمام كانا شاعريه الكلاسيكيين المفضلين) ليقرأها أثناء الرحلة؛ الأمر الذي زاد من مخزونه الشعري الواسع.
وعندما نشرت قصائد الشيخ محمد للمرة الأولى في الصحف، ظهرت القصائد بأسماء مستعارة – منها نداوي وسليط – لأنه كان حريصًا على أن يعتقد الناس بصدق أن شعره جيد، وأن الصحف لا تنشر أشعاره؛ لأن مؤلفها أحد أفراد الأسرة الحاكمة. وحظي بتشجيع مبكر من الشاعرة الشهيرة "فتاة العرب" عندما كتبت ردًّا على واحدة من قصائده الأولى، واليوم ترسخت مكانة الشيخ محمد على نطاق واسع بوصفه واحدًا من أبرز رواد الشعر النبطي، وأصبح ينشر أعماله باسمه الحقيقي. وقد تصدر ديوان لأشعاره باللغة الإنجليزية بعنوان "قصائد من الصحراء" – قوائم أكثر الكتب بيعًا لأكثر من عامين.
إن الشعر قد مكّن الشيخ محمدًا من التعبير عن الجانب الإبداعي المرهف من شخصيته؛ ذلك الجانب الذي لم تكن الفرصة تسنح له كثيرًا للظهور في المضمار السياسي. ويتناول الشيخ محمد في أشعاره عددًا متنوعًا من الموضوعات؛ بدءًا بالعاطفي، في قصائد مثل "رمز الحب" والعاشق المحروم في قصيدته "وعد"، انتهاءً إلى الشؤون الراهنة؛ لينتج في أغلب الأحيان قصيدة عن حدث مهم بعد سويعات من وقوعه، مثل قصيدته "إلى روح الشهيد الطفل محمد الدرة" عن الطفل الفلسطيني الشهيد محمد الدرة الذي استشهد قرب معبر نتساريم في مدينة غزة في الثلاثين من سبتمبر من عام 2000م، وصوَّر الحادث طاقم تصوير وعرضه في مختلف أنحاء العالم. وتحتوي قصائده على كثير من الحِكَم التي تبصِّر القارئ بفلسفته، مثل:
قصيدة: وضوح الشمس
أوضَحْ من الشّمسْ شِعْري يوم اغَنِّي بِهْ
تبْهرْ مَعَانِيهْ مَسْموعهْ ومكتوبهْ
لا ما أعِيْبِهْ ولا ارضى حَدٍ يْعِيبهْ
أسْهَرْ عليه الليالي أَنْفِي عْيوبهْ
من عادتي في الشِّعر أنّي أحَلِّي بهْ
مجالسٍ عن صغارْ النّاس مَحْجوبهْ
ما اغمِزْ ولا المِز ولا اجْرَحْ بهْ ولا اْذي به
ثوبي وكل شاعرٍ لِهْ في الشّعِر ثوبه
واللّي تظِنّهْ وبَعْضْ الظَِّنّ والرِّيبهْ
إثمٍ ومن ظَنّ يسْتغْفِرْ عن ذْنوبهْ
قصيدة: ياطول صبري
يا طول صبري من الهجران يا خلّي
والرّوح منّي ومن همٍّ يكابدها
انت الهوى .. وكلّ الكلّ بالكلّي
وانت الذي بالهوى روحي تعذّبها
ياخلّ غيرك على الدّنيا أنا من لي؟
يا كيف دايم تصدّيني متاعبها
مضمون حبّك على الخفرات متعلّي
يا من وحوش الخلا تاخذ مقاودها
ارحم صويب براه الشّوق معتلّي
وجروح راعي الهوى أعيت طبايبها
دعواي دعواك دعوىَ مالها حلّي
لى طلبة لو بعد مرّه تنفّذها
قصيدة: ونيت
ونّيت ونّة واحد لاسعه ناب
لو تسمع الونّات يا شوق ونّيت
اجروح قلبي مالها طبّ واطباب
متغزّرات وفي حشايه مثابيت
بعيان دعج لحظهن ضرب نشّاب
صاب الفؤاد وما خطا بالتّثبّيت
ومن ونّتي يا شوق حتى الصّخر ذاب
ما فادني كثر الحسف والتّنهّيت
اخفي دموعي عن يحسّون لقراب
والاّ حسود ياخذ الخبر والصّيت
قصيدة: أذهلتني
اذهلتني يوم صوبي مقبله
شفت موتي بين غدران و ظلال
لو بلّف الكون كلّه بأكمله
البسيطه متن و سهول و جبال
ما رأت عيني جمالٍ يخجله
من جماله يختجي الكون الجمال
جل من صور جماله و كمّله
كاملٍ حسنه و للّه الكمال
حدر داجٍ فوق متنه ينشله
ناثر القصّه على قوس الهلال
قصيدة: يا حلاة اللي نظرته
ياحلاة اللي نظرته ياحلى
من جماله يبهر الكون العظيم
جل من صور وسبحانه عطى
الجمال اللي به العالم حليم
قلبي بحبه وعن غيره ابى
موهبه من عندي ليلاه الكريم
إن تكلم بالهداوه مهذبا
يبتسم كن الخلود بها نعيم
لا ولا خبر لفاني من سبا
يحمله عاجنح الطير الحكيم